كاتب كبير علي الطريق اسلوب اكثر من رائع مداخلات جميله بلغة التقري بهرني بادائه تمنيت ان يواصل سرده
هو الكاتب الارتري عبد الفتاح ود الخليفه
اتمني ان يجمع كل كتاباته في رويه بل عدة روايات
ويكتب لنا نبذه عن نفسه
ساقوم بنقل بعض كتاباته التي اعجبتني في حلقات اتمني ان تنال رضاكم
فى حـــيًنـا فـدائى
قـصًة فدائى من جبهـة التحرير الإرترية
1 ابريل 2010م
يحكيهـا:
عبد الفتـاخ ود الخليفة
بورتن
المملكة المتحدة
الجزء الأول
كثير من الأخوان والأصدقـاء,عندمـا نتسـامر يقولون لى لمـاذا لا تكتب كلً الًذى تحكيه,أنهـا قصص ومشاهدات شخصية,تستحقً الذكر,ولربمـا تؤسس لعمل أكبر, لو أضـاف ًعليهـا شهـود الأعيـان,أو صنًاع الحدث بأنفسهـم تطلبهـم فى مقـابلة,إن كـانو أحيـاء,وبذالك نسـاهم فى تسجيل تـأريخـنـا الحديث, وبالذات تأريخ الثورة,قلت ومن أين لى الأسلوب,وفن كتـابة القصص,لأن القـارئ الإرترى بالعربية,لم يكن كمـا كـان فى الستينـات والخمسينـات,كمًا,وكيفـاً,وبعد زمن طويل عجبتنى الفكرة, ولأنى أيضـا أحب الحكى,إستفزًتنى شهـوة الحكى,أولا ثمً أنً المـناضل المعنى بالقصًة,لم أرى أحدا كتب عنه, أوعن العملية التى نفّذهـا بكل شجـاعة وإقدام.وثـالثا إذا تقبًلهـا القـارئ الكريم فلتكن إستراحة القـارئ بعد,قراءة مواضيع,تتطلب التركيز,تشدً الأعصـاب.
فهذا الجزء الأول من القصًة,كتجربة,وأرجو أن لا يرمينى بحجر من لم تعجبه ,فليقل لى بهـدوء مـا الطريقة المثلى لنقول مـا شـاهدنـا ومـا نعرف.
جـبل (إيتعبًر) ذاك الجبل الشـامخ شموخ سكـانه, لو كـانت الجبـال تتحدث لحكى الكثير ممًا رآى,كم من سرً دفن فيه وكم من أحداث حصلت,فى محيـاه وهو الشـاهد الوحيد عليـهـا,وكم من فدائى أدى الواجب وعبر هذا الجبل فى طريقه إلى رفـاقه,ومنهـم من إستشهد بعد أن عبر (أيتعبر) بلحظــات,وكم من مرًة كـان( فرًجت الرًجـل الأسطورة) يـنـاجى فيه ربه فى الصًبـاح البـاكر, أحيـانـا كثيرة كـنًا نصحو الصـبـاح,بصوته وهو ينـادى(وأبرى فقرنـا دبرى, فرًجت فرًجت,فرًجت), وعندمـا نعود من المدرسة أحـيـانا كثيرة نجد (فرَجت) لا يزال موجودا فى الحى,ينـادى وينـاجى,نبحث عنه فى كلً مكـان,إن لم نسمع صوتـه نصعد الى الجبل حتى نصل القمًة,وأحيـانـا كثيرة نجده على سفح الجبل عند المقـام أو سميه المصلًى أو كمـا كـان يسميه أهل الحى(شيخ الجبل) ,نردد معه كلً كلمة يقولهـا إن فهـمنـا وإن لم نفهـم,وفرحتـنا كـانت لا تضـاهى عندمـا يـقـال لنـا نـادو فرًجت (فرًجت لاكو, يوم أربوع إيدورتـا,شيفوت إقل لبلع, يوم عـاشورا تو بولو) وشيفوت العـاشوراء(البليلة التى تعدً خصيصـا ليوم العـاشوراء) هذه يستعًد لهـا النسـاء من الصـباح أمـام مسجد الحى ولم أفهـم مغزى الإحتفـاء بذاك اليوم الاً مؤخرا. و كمـا كنًـا نصـحو أيضـا علـى صوت سيدنـا إبراهيـم ,والًذى كـان فى قرآن عد يـاقوت,قبل أن يرحل القرآن,والشيخ كلً على حدة خلوة القرآن الى شـارع عد بـافول,وأمـام منزل آل كشـواى,والشيـخ إبراهيـم الى الجزء الشرقى من الحى تحت( دبر إيتعبًر), كنًـا أيضـا نصحو على نداء هذا الشيخ اللذى كـان يعتكف فى المسجد والًذى كـان ينـادى قبل آذان الصبح الأول( يـا عدْ دبيرْ ذكّرو القبير) والمعنى يـا سكـان حىً عد دبر أذكرو القبر, وكلً ذاك النداء من منصّة الآذان فى مسجد الحى المعروف بمسجد الخليفة جعفر,وأذكر أنً الدكتور جلال الدين محمد صـالح (إبن المرشد) كتب عن المسجد وخلوة القرآن التى كـانت فيه,ولا زالت,حتى اليوم تؤدى الرسـالة المقدَسة,وبنـاء على آخر المعلومـات لا تجد فيـها إلا أطفـالا صـغـار لا يتجـاوز أعـمـارهم بين الخـامسة والعـاشرة فقط .والرواية لأبنـاء الحى اللذين قـابلتهم فى بريطـانيـا بعد هروبهـم من جحيم (الهـجدف) و بعد خيبة الأمل التى أصـابتهم فى إرتريـا, التى ظنو أنـهـا سوف تكون سنغفورا إفريقيـا على يد الزمرة الحـاكمة وبعد أن كذبت النبوءة,وأصبحت إررتريـا (سينقل بور بدل سينقـافور). )